|
|
أشجع طفل فى العالم .. 16 ديسمبر 1798
كتب مؤرخى الحملة الفرنسية عن مصر العديد من البطولات التى تشهد لهذا الشعب بالبسالة والتضحية ، ومن هذه البطولات قصة غلام الفقاعى أو قصة أشجع ولد فى العالم كما سماه المؤرخ الفرنسى فيفيان دينون فى كتابه ، والجنرال ديزيه فى مذكراته .
الفقاعى قرية صغيرة بمركز ببا محافظة بنى سويف ، تمركز فيها الجنرال ديزيه حتى يصله مدد من المدفاعية ليستكمل غزو الصعيد ، وحدث أن لفت نظر ديزيه ذات ليلة إختفاء كمية من الأسلحة من المعسكر ، وفى الليلة التالية إكتشف إختفاء كمية أخرى ، ولهذا شددت الحراسة والمراقبة فى المعسكر .

أسفرت المراقبة على رصد صبى صغير " عبد الستار آدم 12 سنة" تسلل إلى المعسكر فى الليل وجمع ما إستطاع حمله من البنادق ليقدمها للمقاومة الشعبية ، فطارده جندى فرنسى حتى أصابه بالسيف فى ذراعه وآسره ، وسمع ديزيه بأمر الصبى فإستدعاه للإستجواب .
- لما تسرق أسلحة الجيش الفرنسى ؟
- لإنها أسلحة أعدائى وأعداء بلادى .
- ومن حرضك على هذه الجريمة ؟
- ألهمنى الله أن أفعل ما فعلت
- هل تعرف أن عقوبتك هى الشنق ؟
- دونك رأسى فإقطعه " هذا رأسى إقطعه إذا شئت " .
وأراد ديزيه أن يختبر شجاعة الصبى فأمر بإعدامه ، وهنا ظهر معدن الصبى فلم يبك ولم يصرخ ولم يطلب العفو ، ولكنه رفع رأسه إلى السماء وتمتم ببعض أيات القرآن الكريم ، أعجب ديزيه بموقف الصبى وصلابته فإستبدل الإعدام بالجلد 30 جلده تحملها الصبى ولم يتأوة .
وقال له ديزيه بعد إنتهاء حكم الجلد : يا بنى .. سأكتب فى تقريرى اليوم أننى قابلت أشجع ولد فى الصعيد بل أشجع ولد فى العالم كله .
ذكره المسيو فيفيان دينون فى كتابه " رحلة الوجه البحرى ومصر العليا أثناء حرب الجنرال بونابرت " ، وكان شاهد عيان للواقعة ، فقال " عرضت عليه أن أتبناه وأن أكفل له مستقبلا سعيدا .. فرد الصبى ستندم على تربيتى لإنى سأقتلك وأقتل معك من أستطيع من أعداء وطنى "
قال عنه الجنرال بليار فى يومياته " إن هذا الصبى إذا عنى بتربيته كان ذا شخصية نادرة المثال " .
المصادر ..
تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم .. عبد الرحمن الرافعى .
مجلة الإثنين والدنيا 13 أغسطس 1951.
No comments:
Post a Comment