Friday, November 21, 2014

بداخلِ كلٍّ منّا ... جرّة مكسورة



يحكى أنه كان هنالك امرأة عجوز لديها جرتان كبيرتان، تحمل كل واحدة منهما على طرف العصا التي تضعها على رقبتها.

احدى الجرتين كان بها كسر على جانبها بينما كانت الجرة الأخرى سليمة ودائماً تحمل الماء وتوصله دون أن يتدفق منه شيئاً.

في نهاية الطريق الطويل من الجدول الى منزل العجوز، كانت الجرة المكسورة توصل نصف كمية الماء فقط.

كان هذا حال العجوز لمدة عامين، تعود يومياً الى بيتها وهي تحمل جرة و نصف جرة مملوءة بالماء.

بالطبع، كانت الجرة السليمة فخورة بكمالها.

لكن ظلّت الجرة المكسورة بائسةً وخجلةُ من عدم اتقانها، وشعرت بالبؤس لكونها تستطيع فقط تقديم نصف ما صُنِعت من أجله.

بعد مضي عامين من ادراكها لفشلها المرير، تحدثت الى العجوز يوماً قرب جدول الماء.

”أنا خجلة من نفسي، لأن ذلك الكسر على جانبي جعل الماء يتسرّب على طول طريق عودتك إلى المنزل“.

ابتسمت العجوز قائلة: ” هل لاحظتِ أن هنالك زهوراً على الجانب الذي تمرين به، وليس على جانب الجرة الأخرى؟“

ذلك لأنني دائماً كنت أعلم بفيضك، لذلك وضعت بذوراً للأزهار على الجانب الذي تمرين به، وكل يوم عند عودتنا كنتِ أنتِ من يسقي هذه البذور“.

”لمدة عامين كنت محظوظة بقطف هذه الأزهار الجميلة لتزيين طاولتي“.

"من دون أن تكونين كما أنت عليه، لم يكن هذا الجمال ليكون موجوداً ليجّمل البيت!“

لكل منّا فيضه الفريد ..
لكن وحدها تلك الكسور والفيوض التي يملكها كل منا هي التي تجعل حياتنا معاً ممتعة وذات قيمة.

علينا أن نأخذ الناس بما هم عليه ونرى - فقط - الأجمل بداخلهم.

لكل أصدقائي (ذوي الجرار المكسورة)..
أتمنى لكم لحظات طيبة طوال حياتكم

ولا تنسوا أبدأ أن تستنشقوا رائحة الزهور،
على جانبكم ذلك الذي ”تمرون به“..

قصة المبتدأ والخبر


كان يا مكان منذ زمن بعيد , كانت هناك مملكة كبيرة تُدعى مملكة " الجملة الاسمية " وكانت تتألف من إقليمين كبيرين هما :
إقليم " المبتدأ " وإقليم " الخبر " وبالقرب من حدود المملكة كانت تعيش قبيلتين :
قبيلة :" الأحرف المشبهة بالفعل " وقبيلة " الأفعال الناقصة " ، وكانت هناك حروب متواصلة بينهما , وكانت كل قبيلة ترغب بأن تسيطر على الثانية.
حزِن ملك : " الجملة الاسمية " كثيرا لذلك , وقرّر أن يعقد في قصره مؤتمرا للمصالحة يدعو إليه زعيمي القبيلتين , فجاء :
وفد من قبيلة الأفعال الناقصة يضم زعيم القبيلة " كان " وعددا من إخوته:
" صار " و " أصبح " و " أمسى " و " ليس " ،
ووفد من قبيلة الأحرف المشبهة بالفعل يضم زعيم القبيلة " إنّ" وعددا من إخوته ومنهم :
" كأنّ " و " لكنّ " و " ليت " و " لعل "
واستمرت المفاوضات أياما في الساحة الإعرابيّة , وبحثا ايضا أوجه التعاون المشترك بينهما ,وبعد جهد وصلت الأطراف جميعا إلى إتفاق أرضاهم كلهم:
إذ قررا أن تعيش كُل واحدة منهما في إقليم من إقليمي المملكة ، فكان
إقليم " المبتدأ " مقرا لقبيلة " الأحرف المشبهة بالفعل " .
وإقليم " الخبر " مقرا لقبيلة " الأفعال الناقصة "
كما تم الإتفاق على رفع المبتدأ ونصب الخبر من قبل كان وأخواتها ،
ونصب المبتدأ ورفع الخبر من قبل إنّ وأخواتها ،
وتم التوقيع على وثيقة تعترف بذلك وتكون سارية المفعول في الجملة الاسمية.

الحياة


وقف الأستاذ أمام تلاميذه في قاعة الدّرس .. وعلى غير عادته أحضر معه وعاءً كبيراً يستخدم في حفظ كرات الجولف
وكوبا كبيرا من القهوة الساخنة إحتسى منه بضع جرعات،
وعندما حان وقت الدرس لم يتفوه الاستاذ بكلمة بل بدأ بالعمل في صمت.
أخذ كرات الجولف وملأ بها الوعاء ثم سأل تلاميذه الذين كانوا ينظرون إليه بدهشة وإستغراب: "هل الوعاء مملوءٌ الآن؟"
فأجابوا جميعا: "نعم وعلى الآخر"
ثم أخذ كيسا آخر به قطع صغيرة من الحصى وأفرغه في الوعاء مع رجّه حتى يجد الحصى مكاناً له بين كرات الجولف.
ثم سأل تلاميذه مجدداً : " هل الوعاء مملوءٌ الآن؟"
فأجابوا جميعا "نعم هو مليء
ثم أخذ كيساً آخر به رمل ناعم ، وأفرغه في الوعاء مع رجه رجا خفيفا حتى إمتلأت جميع الفراغات بالرمل الناعم.
وسأل تلاميذه مرة اخرى :"هل الوعاء مملوءٌ الآن؟"
فأجابوا جميعا بلهفة "نعم نعم"
إلتقط بعدها الاستاذ كوب القهوة وسكب ما بقي به داخل الوعاء فتغلغل السائل في الرمل
فضحك التلاميذ مندهشين .
انتظر الاستاذ حتى توقف الضحك وحلّ الصمت ثم أردف قائلاً:
"أريدكم أن تعرفوا أن هذا الوعاء يمثّل الحياة ( حياة كل واحد منكم )
وكرات الجولف تمثل الاشياء الرئيسة في حياتنا كالدين والاسرة والاطفال والمجتمع والاخلاق والصحة ( هذه الاشياء التي لو ضاع كل شيء آخر غيرها لاستمر الانسان في الحياة ).
أما قطع الحصى فهي تمثل الاشياء الأخرى المهمة مثل الوظيفة والسيارة والبيت و و و و
وأما الرمل فهو يمثل كلّ الاشياء الصغيرة في حياتنا والتى لا حصر لها.
فلو أنكم تملئون الوعاء بالرمل قبل وضع كرات الجولف فلن يكون هناك مجال لكرات الجولف ، ولن يجد الحصى مجالاً له بعد إمتلاء الوعاء بالرمل.
ونفس الشيء بالنسبة للحصى .. فلو أننا وضعناه في الوعاء قبل كرات الجولف فلن نجد مجالاً لها... (( وهذا ينطبق تماما على حياتنا ))
فلو أننا شغلنا انفسنا فقط بالاشياء الصغيرة فلن نجد طاقة للأمور الكبيرة والمهمة في حياتنا كالدين والاسرة والمجتمع والصحة.
فعليكم بالاهتمام بصحتكم أولاً والقيام بواجباتكم الدينية واهتموا بأسركم وأولادكم ، ثم إهتموا بالأمور الاخرى المهمة كالبيت والسيارة .
وبعدها فقط يأتي دور الاشياء الصغيرة في حياتنا كالموسيقى والطرب واللهو و و و و
وكان الاستاذ على وشك أن يلملم حاجياته عندما رفعت إحدى التلميذات يدها لتسأل: "وماذا عن القهوة يا أستاذ ؟؟؟؟ "
أجاب الأستاذ قائلاً "سعيد جداً بهذا السؤال "
فنجان القهوة يمثّل " مهما كانت حياتك حافلةً ومليئةً بالأحداث فلابد أن يكون فيها متسعٌ لفنجان من القهوة مع صديقٍ أو حبيب.