Thursday, October 2, 2014

حكمة: كيف تنجو من آبار المشكلات

d
حكمة: كيف تنجو من آبار المشكلات
وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة، ولكنها جافة، بدأ الحيوان بالصهيل …. واستمر هكذا عدة ساعات.
كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف يستعيد الحصان؟
ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزاً، وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل.
وهكذا... نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد، التخلص من البئر الجاف، ودفن الحصان.
وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر .
في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري، حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة، وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان، فجأة وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه ! فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره، فكلما سقطت عليه الأتربة، يرميها بدوره على الأرض، ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى ! وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأتربة إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض، حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى، وبعد الفترة اللازمة لملىء البئر، اقترب الحصان للاعلى و قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى خارج البئر بسلام.
الحكمة:
تلقى الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك، فلك تكون حصيفاً، عليك بمثل ما فعل الحصان، حتى تتغلب عليها، فكل مشكلة تقابلها هي بمنزلة عقبة وحجر عثرة في طريق حياتنا، فلا تقلق، لقد تعلمت للتو كيف تنجو من أعمق آبار المشكلات، بأن تنفض هذه المشكلات عن ظهرك، وترتفع بذلك خطوة واحدة للأعلى.

الطفولة والبر

الطفولة والبر
جلست الأم ذات مساء تساعد أبنائها في مراجعة دروسهم ...وأعطت طفلها الصغير البالغ الرابعة من عمره كراسة للرسم حتى لا يشغلها عن ما تقوم به من شرح ومذاكرة لأخوته الباقين ..
وتذكرت فجأة أنها لم تحضر طعام العشاء لوالد زوجها الشيخ المسّن الذي يعيش معهم في حجرة خارج المبني في حوش البيت ..وكانت تقوم بخدمته ماأمكنها ذلك والزوج راضي بما تؤديه من خدمه لوالده والذي كان لا يترك غرفته لضعف صحته .
أسرعت بالطعام إليه ..وسألته إن كان بحاجة لأي خدمات أخرى ثم أنصرفت عنه .
عندما عادت إلى ما كانت عليه مع أبنائها ..لاحظت أن الطفل يقوم برسم دوائر ومربعات .ويضع فيها رموز ..فسألته : مالذي ترسمه يالحبيب ؟
أجابها بكل براءة : إني أرسم بيتي الذي سأعيش فيه عنما أكبر وأتزوج .
 أسعدها رده ...وفقالت وأين ستنام ؟؟ فأخذ الطفل يريها كل مربع ويقول هذه غرفة النوم ..وهذا المطبخ . وهذه غرفة لإستقبال الضيوف ...وأخذ يعدد كل ما يعرفه من غرف البيت ...
وترك مربعاً منعزلاً خارج الإطار الذي رسمه ويضم جميع الغرف ..
فعجبت ..وقالت له : ولماذا هذه الغرفة خارج البيت ؟منعزله عن باقي الغرف ..؟
أجاب : إنها لك ِ سأضعك فيها تعيشين كما يعيش جدي الكبير..
صعقت الأم لما قاله وليدها !!!
هل سأكون وحيدة خارج البيت في الحوش دون أن أتمتع بالحديث مع إبني وأطفاله .وأنس بكلامهم ومرحهم ولعبهم عندما أعجز عن الحركة؟؟ ومن سأكلم حينها ؟؟وهل سأقضي ما بقي من عمري وحيدة بين أربع جدران دون أن أسمع لباقي أفراد أسرتي صوتاً ؟؟
أسرعت بمناداة الخدم ....ونقلت وبسرعة أثاث الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف والتي عادة ما تكون أجمل الغرف وأكثرها صدارة في الموقع ...وأحضرت سرير عمها .
(والد زوجها )..ونقلت الأثاث المخصص للضيوف إلى غرفته خارجاً في الحوش .
وما أن عاد الزوج من الخارج تفاجئ بما رأى..وعجب له . فسألها ما الداعي لهذا التغيير ؟؟
أجابته والدموع تترقرق في عينيها ..:إني أختار أجمل الغرف التي سنعيش بها أنا وأنت إذا أعطانا الله عمراً وعجزنا عن الحركةوليبق الضيوف في غرفة الحوش .
ففهم الزوج ما قصدته وأثنى عليها لما فعلته لوالده الذي كان ينظر إليهم ويبتسم بعين راضية.
فما كان من الطفل إلا ..أن مسح رسمه.... وابتسم. 

على هامش منظومة السحق


 (1)
أزاح العصابة عن عينيه، الضوء المبهر يلتهم عينيه التهاما، ويسيل لعابه على وجهه، بين طرفات عينيه المتلاحقة خُيِّل إليه أنه يرى شخصاً متشحاً بالسواد قد أوقفوه قبالته.
"هاتتكلم ولا.."، حرك رأسه تجاه الصوت.. حتى هو لم يعد يكرهه.. لم يعد يحمل ضغينة لأي مخلوق.. لم يعد حتى يريد أن يغادر هذا المكان البغيض.. لقد أصبحوا هم عائلته الوحيدة..
"عليها.." في حيرة أخذ يتابعهم وهم يهجمون عليها، استغاثاتها به زادت من ارتباكه، اتسعت عيناه في انبهار كأنه يتابع فيلماً مثيرا، تمنى لو عادت رجولته ليستطيع أن يشاركهم الوليمة..
(2)
أدخلوه إلى الغرفة عُرياناً كما ولدته أمه، الكلب الرابض في ركن الغرفة يسيل لعابه وهو ينظر إلى فريسته، توقعوا الكثير من المقاومة، بدت الدهشة على محيّاهم الصارم عندما رأوه يشمر ساقيه بينما الكلب يتشممه باهتياج قبل أن يباشر مهمته التي دُرِّب عليها طويلاً، ابتسم مع وصول الكلب إلى ذروته، فقد كان من أنصار الرفق بالحيوان..
(3)
غرس الإبرة الطويلة في خصيته، أخذ يلهو بالقداحة الذهبية: تارة يشعلها وتارة يطفئها، يقصيها حيناً عن الإبرة ويدنيه حيناً: "احكيلي تاريخ حياتك من أول ما خرجت من [.......] أمك لغاية ما شرفت هنا"…
الأغبياء، لا يعلمون لقد فقد القدرة على التألم منذ زمن بعيد.